2025-07-29 16:21:17
في مشهد يعكس استفحال العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، وصلت معاداة العرب والمسلمين إلى ملاعب كرة القدم، حيث ترفض جماهير بعض الأندية التعاقد مع لاعبين أجانب لمجرد حملهم اسم “محمد”، حتى لو كانوا مسيحيين وليسوا مسلمين. هذه القضية أثارت جدلاً واسعاً بعدما طالبت رابطة مشجعي نادي “بيتار القدس” الإسرائيلي إدارة النادي بعدم التعاقد مع اللاعب النيجيري محمد علي بسبب اسمه فقط.
رفض اسم “محمد” رغم المسيحية
اللاعب محمد علي (23 عاماً) هو لاعب كرة قدم نيجيري مسيحي، انضم إلى الدوري الإسرائيلي عام 2015 مع نادي “بيتار الرملة”، ثم انتقل إلى “مكابي نتانيا” قبل أن يتعاقد مع نادي بيتار القدس مؤخراً. ورغم كفاءته الكروية وإنجازاته الرياضية، واجه رفضاً من بعض المشجعين لمجرد اسمه الأول “محمد”، حيث اقترحوا تغييره كشرط لقبوله في الفريق.
تاريخ عنصري معروف
نادي بيتار القدس معروف بميوله العنصرية ومعاداته للعرب والمسلمين، حيث سبق أن واجه احتجاجات عنيفة من مشجعيه عند تعاقده مع لاعبين مسلمين من الشيشان قبل سنوات. آنذاك، رفع المشجعون لافتات كُتب عليها “بيتار نقي إلى الأبد” وهتفوا بشعارات مثل “الموت للعرب”، بل وهددوا بإحراق النادي إذا أصر على التعاقد مع اللاعبين المسلمين.
ردود فعل رسمية وشعبية
أثار هذا الموقف العنصري استنكاراً واسعاً، حيث دان العضو العربي في الكنيست أيمن عودة هذا الطلب، ووجه رسائل احتجاج رسمية إلى عدة مسؤولين إسرائيليين بينهم وزيرة الثقافة والرياضة ووزير العدل. من جهته، دافع النادي عن قراره بالتعاقد مع اللاعب محمد علي، واصفاً إياه بأنه “أفضل لاعب أجنبي في الدوري الموسم الماضي”، ووصف المعترضين بأنهم “أقلية من جماهير النادي”.
تداعيات العنصرية الرياضية
هذه الحادثة تكشف عن عمق المشكلة العنصرية في المجتمع الإسرائيلي، حيث تتحول كرة القدم من وسيلة للتواصل بين الشعوب إلى ساحة للتمييز والكراهية. المثير للقلق أن مثل هذه المواقف تحظى بتأييد ضمني من بعض الأوساط السياسية اليمينية في إسرائيل، مما يعطي الشرعية لخطاب الكراهية ويمنع اندماج الأقليات في الحياة العامة، بما في ذلك المجال الرياضي الذي يفترض أن يكون مجالاً للتنافس الشريف وتجاوز الخلافات.